جراحة مجازة التاجي في القلب المفتوح
جراحة مجازة التاجي في القلب المفتوح Coronary Artery Bypass Graft من بين أبرز العمليات التي تُصنَّف ضمن جراحات القلب، ويُصطلح على هذه العملية برمز مُختصر، وهو “CABG”، ومن الدواعي الأساسية لتلك العملية حماية المريض من النوبات القلبية التي تتسبَّب في أعراض خطيرة؛ مثل ضيق النفس، والشعور بثقل في منطقة الصدر، والسبب في ذلك هو حُدوث انسداد أو تصلُّب في الشرايين التاجية، وتُعالج مثل هذه النوعية من الانسدادات الشريانية عن طريق القسطرة وتركيب الدعامات، أو من خلال الجراحة المفتوحة، ولقد أُجريت أولى عمليات مجازة التاجي في القلب المفتوح بمطلع ستينيات القرن الماضي في الولايات المتحدة الأمريكية، وتبع ذلك تطوُّرات كبيرة في تلك النوعية من العمليات، وأصبحت نتائجها مُتميزة.
ما خطوات إجراء عمليات مجازة التاجي في القلب المفتوح؟
مرحلة ما قبل إجراء عملية مجازة التاجي في القلب المفتوح:
- يطلب الطبيب من المريض مجموعة من الاختبارات والفحوصات بهدف التأكد من الحالة بوجه عام، وتجنُّب حُدوث أي مُضاعفات أو سلبيات أثناء إجراء العملية.
- من المهم قبل إجراء عملية مجازة التاجي الامتناع عن التدخين، وكذلك المشروبات الكحولية، حيث إنهما يُؤثِّران على مستوى ضغط الدم، وبما يؤدي إلى ارتفاع في نبضات القالب، وَمِنْ ثَمَّ إمكانية حُدوث مُضاعفات أثناء إجراء العملية.
- من المفضل أن يقوم أحد أقارب المريض بالتبرع بالدم قبل إجراء العملية، وتخزين ذلك الدم؛ لاستخدامه إذا ما دعت الحاجة أثناء القيام بالعملية.
- يجب أن يتوقَّف المُقدم على إجراء عملية مجازة التاجي عن تناول الأدوية المُسيلة للدم؛ مثل الأسبرين، وذلك لمدة أسبوع على الأقل.
- يجب أن يصوم المريض قبل إجراء العملية بمُدَّة ثماني ساعات، حيث إن ذلك يقلل من الشعور بالدُّوار والغثيان أثناء التخدير.
مرحلة إجراء عملية مجازة التاجي في القلب المفتوح:
- يتم نقل المريض إلى إحدى غُرف التجهيز المُجاورة لغُرفة العمليات، وذلك قبل إجراء جراحة مجازة التاجي بساعة على الأقل، حيث يقوم طبيب التخدير بحقن المريض بمخدر موضعي عن طريق منطقة العُنق.
- وبعد ذلك يتم إدخال قسطرة كبيرة بالوريد الوداجي، وكذلك قسطرة أخرى بأحد الشرايين، والهدف من ذلك هو التَّعرُّف على مستوى ضغط الدم بالشرايين، كما يُمكن أن تُساعد هذه القسطرة في الحصول على عيِّنات من الدم، والتأكد من مستوى تأكسُج الدم أثناء إجراء العملية، وفي الغالب فإن تلك القسطرة تُوضع في شريان من شرايين معصم اليد، وغالبًا ما يكون ذلك في الشريان الكعبري، أما في حالة استخدام جرَّاح القلب للشريان الكعبري كطُعم لإصلاح الشرايين التاجية أثناء عملية مجازة التاجي، فمن الممكن استخدام شريان المعصم الآخر، كما أنه بالإمكان وضع القسطرة بأحد شرايين الفخذ، مع وضع قسطرة في الجهاز البولي لتصريف البول، وفي الوقت ذاته يساعد ذلك على رصد نشاط الكُلى إثناء إجراء عملية مجازة التاجي في القلب المفتوح.
- بعد تجهيز المريض يتم إدخاله لغُرفة العمليات الرئيسية، وفي البداية يتم تخدير المريض بشكل كُلي، مع وضع جهاز التنفس الصناعي بالقصبة الهوائية، وبعد ذلك يتم توصيل جهاز ضغط الدم، مع ربط جميع الأجهزة بمونيتور لمُتابعة حالة المريض.
- بعد ذلك يقوم الجرَّاح باستخدام البيتادين لتعقيم الصدر والفخذين، وتتم تغطية المريض بأغطية مُعقَّمة، ويقوم الجرَّاح بتجهيز الوريد المُستخدم كطُعم لإصلاح الشرايين التاجية الضيقة.
- يقوم الجرَّاح بعمل شق جراحي في منطقة صدر المريض، ويتبع ذلك فصل الطبقة الدهنية والعضلات أسفل الجلد للكشف عن عظمة القص بالصدر، ويستخدم الطبيب منشارًا طبيًّا، وفي مرحلة تالية يقوم الطبيب بفتح الغشاء الخارجي للقلب (التامور)، وبعد ذلك يتم وصل عدَّة القلب بأنابيب مصنوعة من البلاستيك، وربطها بجهاز القلب الرئة الذي يعمل كبديل للرئتين أثناء القيام بعملية مجازة التاجي، مع إيقاف حركة عضلة القلب.
- يقوم الطبيب بفتح الشرايين بعد المنطقة التي يُوجد بها انسداد، وتوصيلها بالوريد أو الشريان السَّابق تجهيزه للتطعيم، ويتم ذلك من خلال الغُرز الطبيبة، ثم يتم التوصيل بالشريان الأورطي.
- بعد ذلك يقوم الجرَّاح بغلق الغشاء الخارجي للقلب، وفصل جهاز القلب الرئة، وفي الغالب فإن المريض يستعيد النبض الطبيعي بمجرد مرور الدم، غير أنه في بعض الحالات يتطلَّب ذلك نبضات كهربائية؛ لتحفيز عضلة القلب على العمل.