استئصال المريء
الغذاء هو الذي يمُدُّ الجسم بالموادِّ الأساسيَّة التي تُساعده على العيش، وينتقل الغذاء إلى المعدة عن طريق عضو مهم وحسَّاس، وهو المريء، ولكي يستمر الإنسان في تناول الطعام على نحو مُريح دون آلام، يجب عليه الحفاظ على صحَّة المريء، الذي هو عضو أساسي في الجهاز الهضمي.
ورغم كونه أنبوبًا عضليًّا قليل الحجم نسبيًّا؛ فإن عملية البلع ووصول الطعام إلى المعدة تعتمد عليه، كما أنه يمنع الطعام ومحتويات المعدة من العودة إلى الفم مرَّة أخرى، عن طريق العاصرتين العُليا والسُّفلى، وللأسف قد يُواجه هذا العضو بعض المشكلات الصحية معروفة الأسباب، أو مجهولة الأسباب.
من هذه المشكلات الصحية مرض سرطان المريء، وهو نمو شاذ للخلايا المُبطِّنة للمريء، تُؤدِّي بالنهاية إلى صعوبة في البلع، وأعراض أخرى خطيرة، تُحوِّل نمط حياة الإنسان المُصاب به إلى الأسوأ، ويلجأ الأطبَّاء والجرَّاحون إلى إجراء من شأنه تخفيف أعراض سرطان المريء أو القضاء عليه، وهو استئصال المريء، والاستعانة بالمعدة، أو الأمعاء الغليظة للقيام بوظيفته.
واستئصال المريء إجراء له خطورته، يلزم قبله فحوصات وتحاليل وصور أشعَّة، للتأكد من أنسب الطرق الجراحية، بين الجراحة العادية والمنظار، ثم إنه بعد إجراء استئصال المريء ستُصبح المعدة أصغر من ذي قبل، كما أن النظام الغذائي للمريض سيتغيَّر بعد الجراحة، ولن يعود كسابقه؛ لذا ينبغي التنبُّه جيِّدًا لتعليمات الطبيب، وتناول وجبات صغيرة.
ما أسباب استئصال المريء؟
أسباب استئصال المريء هي التخلُّص من سرطان المريء أو التخفيف من أعراضه، ويتم اللجوء إلى عملية استئصال المريء عندما يكون سرطان المريء في المراحل المتقدمة، التي لا تُجدي معها الأدوية، ويتمثَّل استئصال المريء في إزالة جُزء من المريء أو كله، واستبداله بعضو آخر يقوم بوظيفته، وأكثر الأعضاء ترشُّحًا لهذا الغرض المعدة، وفي بعض الأحيان تُستبدل الأمعاء الغليظة بالمريء.
كما يُمكن إجراء جرَّاحة استئصال المريء في حالة مريء باريت (سنشرحه لاحقًا)، وذلك في حالة إذا ما كانت الخلايا الموجودة تحتمل التحوُّل إلى سرطان.
نتائج استئصال المريء
يشعر أغلب المرضى الذين خضعوا لعملية استئصال المريء بتحسُّن كبير في نوعيَّة الحياة، ولكن بعض الأعراض تظل موجودة، لذا لن ينتهي الأمر بمجرد استئصال المريء؛ فهناك الرعاية التفقدية التي يُوصي بها الأطبَّاء بعد إجراء الجراحة، وتشمل ما يلي:
- للوقاية من الوقوع في مشكلات التنفس يخضع المريض لإعادة التأهيل الرئوي، ويعني (علاج الرئة).
- التخفيف من الألم الناتج عن حُرقة الفؤاد، وهي الحُرقة التي تُوجد في فم المعدة، ولعلاج مشكلات البلع.
- تقديم المُساعدة في النزول بالوزن عن طريق الفحص الغذائي.
- بعض المرضى قد يحتاجون إلى الرعاية الاجتماعية والنفسية.